نسأل عن الواحد".

ولا يقبل جرح فيمن ثبتت عدالته إلا بأن يقفه على ما يجرحه به

قال الشافعي: لأن الناس يختلفون ويتباينون في الأهواء.

15755 - عقيل (خ) (?) عن ابن شهاب (م) (?)، أخبرني محمود بن الربيع أن عتبان بن مالك -وهو من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن شهد بدرًا- أخبره "أنه أتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم فوددت يا رسول اللَّه أنك تأتي فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى. فقال له: سأفعل إن شاء اللَّه. فغدا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت، فقال لي: أين تحب أن أصلي في بيتك؟ فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكبر وقمنا فصففنا، فصلى ركعتين ثم سلم قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد واجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله. فقال رسول اللَّه: لا تقل له ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا اللَّه. يريد بذلك وجه اللَّه. قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنا نرق وجهه ونصيحته إلى المنافقين. فقال رسول اللَّه: إن اللَّه قد حرم على النار من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه" قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري -وهو أحد بني سالم، وكان من سراتهم- عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك.

فالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقبل قول جارح ابن الدخشن بالنفاق حتى يبين له من أين يقول ذلك، فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015