فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول اللَّه فأمّنهم وأسلموا". قال الشافعي: وكذلك إن نقض رجل منهم فقاتل كان للإمام قتال جماعتهم قد أعان خزاعة وهم في عقد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاثة نفر من قريش فشهدوا قتالهم فغزا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قريشًا عام الفتح بغدر النفر الثلاثة، وترك الباقين معونة خزاعة وإيوائهم من (قابل) (?) خزاعة.
14656 - ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم والمسور أنهما حدثاه جميعًا قالا: "كان صلح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن ندخل في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالت: نحن ندخل في عهد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلًا بماء لهم يقال له: الوَتير قريب من مكة، فقالت قريش: ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا أحد. فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم [للضغن] (?) على رسول اللَّه، وأن عمرو بن سالم ركب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخبره الخبر، وقد قال آيات شعر، فلما قدم على رسول اللَّه أنشده:
اللهم إني ناشد محمدًا ... حِلفَ أبينا وأبيه الأتلدا
كنا والدًا وكنتَ ولدًا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدًا
فانصر رسول اللَّه نصرًا عتدًا ... وادع عباد اللَّه يأتوا مددا
فيهم رسول اللَّه قد تجردا ... أن سيم خسفًا وجهه تربدًا
في فيلق كالبحر يجري مُزبدا ... إن قريشًا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... زعموا أن لست أدعو أحدا