الستين -أو السبعين- فكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه، ولا تمر عليهم عير إلا اقتطعوها حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقدموا عليه المدينة".
موسى بن عقبة في هذه القصة: "فقال رسول اللَّه: ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد. وجاء أبو بصير بسلبه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: خمس يا رسول اللَّه. فقال: إني إذا خمسته لم أوف بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شئت. فخرج أبو بصير معه خمسة نفر كانوا قدموا معه من المسلمين من مكة حتى كانوا بين العيص وذى المروة من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر لا تمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها، وانفلت أبو جندل بن سهيل في سبعين راكبًا أسلموا وهاجروا فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هدنة المشركين".
نقض الصلح فيما لا يجوز كرد النساء
14636 - الليث (خ) (?) عن عقيل، عن ابن شهاب أنه قال: "بلغنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قاضي مشركي قريش على المدة التي جعل بينه وبينهم يوم الحديبية أنزل اللَّه فيما قضى به بينهم فأخبرني عروة أنه سمع مروان والمسور يخبران عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترطه سهيل أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فخليت بيننا وبينه، فكره المؤمنون ذلك وألغطوا به، أو قال كلمة أخرى -قال البيهقي: ورأيته في نسخة. وامتعظوا- وأبى سهيل إلا ذلك فكاتب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة، وإن كان مسلمًا وجاء المؤمنات مهاجرات، وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول اللَّه يومئذ وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم، فلما أنزل اللَّه فيهن: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ