ويطرد المشرك من الحجاز
14572 - نا أبو أحمد -هو مرار الهمذاني- (خ) (?) ثنا محمد بن يحيى الكناني أبو غسان، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: "لما فدعت بخيبر قام عمر خطيبًا فقال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عامل يهود خيبر على أموالها وقال: نقركم ما أقركم اللَّه وإن عبد اللَّه خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه وليس لنا هناك عدو غيرهم وهم تهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين، تخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة فأجلاهم وأعطاهم قيمة مالهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك".
فضيل بن سليمان (خ) (?) نا موسى بن عقبة، أخبرني نافع، عن ابن عمر "أن عمر أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول اللَّه لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض إذا ظهر عليها للَّه ولرسوله وللمسلمين، فسأل اليهود رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقرهم بها على أن يكفوا العمل لهم نصف الثمر فقال: أقركم على ذلك ما شئنا فأقروا بها. وأجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا".
14573 - ابن عيينة (خ م) (?) عن سليمان بن أبي مسلم، سمعت سعيد بن جبير، سمعت ابن عباس يقول: "يوم الخميس وما يوم الخميس. ثم بكى ثم قال: اشتد وجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ائتوني أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده أبدًا فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقال: ذروني؛ فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه. فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحوٍ مما كنت أجيزهم. والثالثة نسيتها".