الجزية عن يد. قال: فإن أبينا ذلك. قال: فإن أبيتم ذلك وطنتكم بقومٍ الموت أحب إليهم من الحياة إليكم. فقال: أجلنا هذه ننظر في أمرنا. قال: قد فعلت. فلما أصبح القوم غدا هانئ فقال: إنه قد اجتمع أمرنا على أن نؤدي الجزية فهلم فلأصالحك. فقال له خالد: كيف وأنتم قوم عرب تكون الجزية والذل أحب إليكم من القتال والعز، فقال: نظرنا فيما يقتل منا فإذا هم لا يرجعون، ونظرنا إلى ما يؤخذ منا من المال فقل ما نلبث حتى يُخِلَفه اللَّه لنا. فصالحهم على تسعين ألفًا".
من زعم أنما تؤخذ الجزية من العجم
14507 - الثوري (ت س) (?) عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "عاد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبا طالب وعنده ناس من قريش وعند رأسه مقعد رجل، فلما رآه أبو جهل فجلس فقال: ابن أخيك يذكر آلهتنا. فقال أبو طالب: ما شأن قومك يشكونك؟ قال: يا عم، أريدهم على كلمة تدين لهم العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية. قال: ما هي؟ قال: شهادة أن لا إله إلا اللَّه. [فقاموا] (?): وقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟ ! ونزلت "ص" (?).
قلت: بعضهم رواه، فقال: يحيى بن عباد بدل عمارة، وحسنه (ت) وهو منكر؛ فإن الجزية إنما فرضت بعد أبي طالب بسنين.
ذكر كتب أنزلها اللَّه تعالى قبل نزول القرآن
قال تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (?) قال الشافعي: وليس يعرف تلاوة كتاب إبراهيم وذكر زبور داود، فقال: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} (?).
14508 - عمران القطان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان،