فقال رسول اللَّه: ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم التيامة. فلم يجبه هنا أحد، ثم الثانية مثله، ثم قال: يا حذيفة، قم فائتنا بخبر القوم. فلم أجد بدا إذا دعاني باسمي أن أقوم فقال: ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ. فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهمي في كبد قوسي وأردت أن أرميه، ثم ذكرت قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تذعرهم علي. ولو رميته لأصبته، قال: فرجعت كأنما أمشي في حمام، فأتيت رسول اللَّه ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت، فأخبرت رسول اللَّه فألبسني من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائمًا حتى الصبح، فلما إن أصبحت قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قم يا نومان".

فضيلة الحرس في سبيل اللَّه

14350 - معاوية بن سلام (د س) (?) أخبرني زيد بن سلام، حدثني أبو كبشة السلوي. "أنه سمع سهل بن الحنظلية يذكر أنهم ساروا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت الصلاة عند رسول اللَّه، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول اللَّه، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم، ونعمهم وشاتهم، فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء اللَّه، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟ فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللَّه. فقال: اركب. فركب فرسًا له فجاء إلى رسول اللَّه فقال له: استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نُغَرَنَّ من قبلك الليلة. فلما أصبحنا خرج رسول اللَّه إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: هل حسستم فارسكم؟ فقال رجل: ما حسسنا. فثوب بالصلاة فجعل رسول اللَّه يلتفت إلى الشعث حتى قضى صلاته وسلم فقال: أبشروا فقد جاء فارسكم. قال: فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى قول الشعب حيث أمرني رسول اللَّه، فلما أصبحت اطلعت على الشعبين فنظرت، فلم أر أحدًا. فقال له رسول اللَّه: نزلت الليلة؟ قال: لا، إلا مصلّيًا أو قاضي حاجة. فقال: قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015