دخل على عائشة فقال: يا أم المؤمنين أنبئيني عن قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: ألست تقرأ: "يا أيها المزمل"؟ قلت: بلى. قالت: فإن الله [افترض] (?) القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله وأصحابه حولًا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة".
أشار الشَّافعي إلى معنى هذا ثم قال: ويقال: نسخ ما (وصفت) (?) في المزمل بقوله تعالى: " {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (?) ودلوك الشمس زوالها {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} (?) العتمة {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (?) الصبح {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} (?) فأعلمه أن صلاة الليل نافلة لا فريضة، وأن الفرائض فيما ذكر من ليل أو نهار.
1509 - مالك، عن نافع أن ابن عمر كان يقول: "دلوك الشمس (مثلها) (5).
1510 - مالك، عن داود بن الحصين، قال: أخبرني مخبر أن ابن عباس كان يقول: "دلوك الشمس: إذا فاء الفيء، وغسق الليل: اجتماع الليل وظلمته".
1511 - عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} قال: إذا زالت الشمس عن بطن السماء لصلاة الظهر إلى {غَسَقِ اللَّيْلِ} قال: بدء الليل: صلاة المغرب".
1512 - شعيب بن أبي حمزة (خ م) (?)، عن الزهري، أخبرني سعيد وأَبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تفضل صلاة الجمع صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءًا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر" ثم يقول أَبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (?) ".