ثم قال حين أردنا الخروج: إن النار لا يُعذِّب بها إلا اللَّه؛ فإن وجدتموهما فاقتلوهما".

14077 - ابن جريج، حدثني زياد بن سعد، أن أبا الزناد أخبره أن حنظلة بن علي أخبره، عن حمزة بن عمرو الأسلمي "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث رجلًا فقال: إن أصبت فلانًا -أو فلانة- فأحرقوه بالنار. فلما ولى دعاه فقال: إنه لا يعذب بالنار إلا ربها".

مغيرة بن عبد الرحمن (د) (?) عن أبي الزناد قال: وحدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَّره على سرية [قال] (?) فخرجت فيها، فقال: إن وجدتم فلانًا فأحرقوه. فوليت فناداني، فرجعت إليه فقال: إن وجدتم فلانًا فاقتلوه ولا تحرقوه؛ فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار".

فأما حديث أسامة حيث أمره رسول اللَّه أن يحرق على (أُبْنَي) (?) وما روي في نصب المنجنيق على الطائف فغير مخالف لما قلنا؛ إنما هو في قتال المشركين ما كانوا ممتنعين، والنهي فمحمول على المقدور عليه، وشبهه الشافعي يرمي الصيد ما دام على الامتناع.

جريان الرق على الأسير وإن أسلم بعد الأسر

14078 - عبد الوهاب الثقفي (م) (?) عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال: "أسر أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا من بني عُقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة، فمر به رسول اللَّه ونحن معه -أو قال: أتى عليه- على حمار وتحته قطيفة، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه، قال: ما شأنك؟ قال: فيم أخذتُ وفيم أخذتَ سابقة الحاج؟ قال: أخذت بجريرة حلفائكم ثقيف -وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فتركه ومضى، فناداه: يا محمد، يا محمد، فرحمه رسول اللَّه فرجع إليه، فقال: ما شأنك؟ فقال: إني مسلم، قال: لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح. فتركه ومضى، فناداه، فرجع إليه فقال: إني جائع فأطعمني، قال: وأحسبه قال: وإني عطشان فاسقني. قال: هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015