قدموا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة فاجتووها، فقال رسول اللَّه: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا، ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام واستاقوا ذَوْدَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبلغه ذلك، فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم فى الحرّة حتى ماتوا" وفي لفظ لعبد الوهاب الثقفي عن حميد قال فيه: لا أحفظ "اشربوا من أبوالها" ولأبان، عن قتادة، عن أنس بمعناه إلا أنه قال: "نفر من عُكل" قال: فنهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن المثلة بعد ذلك.
هشام (د) (?) عن قتادة، عن أنس بهذا وزاد: "نهى عن المثلة".
ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس "أن رهطًا من عُكل وعرينة. . . " بنحوه (?) ثم قال قتادة: "بلغنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة".
قال الشافعي: وكان علي بن الحسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح.
14068 - وثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن جعفر، عن أبيه، عن جده قال "لا واللَّه ما سمل رسول اللَّه عينًا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم".
قال المؤلف: بل هو حديث ثابت ومعه رواية ابن عمر، وفيهما جميعًا أنه سمل أعينهم فالأحسن حمله على النسخ.
14069 - عفان، نا همام، نا قتادة، عن أنس "أن رهطًا من عرينة قدموا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" بنحوه. قال قتادة: وحدثني ابن سيرين أن هذا قبل أن تنزل الحدود (?)، وفيما رواه هشام، عن قتادة ما دل على هذا أو حمله على أنه فعل بهم ما فعلوا بالرعاء.
يحيى بن غيلان (م) (?) عن يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي عن أنس "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما سمل أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاة".
حُصَين بن مخارق، عن داود بن أبي هند، عن أنس "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما مثَّل بهم لأنهم مثلوا بالراعي".