فنشدتكم باللَّه أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وإصلاح ذات بينهم وإن تعلموا أن اللَّه لو شاء لحكم ولم يصيّر ذلك إلى الرجال وفي المرأة وزوجها قال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (?) فجعل اللَّه حكم الرجال سنة ماضية، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. وأما قولكم: قاتل فلم يَسب ولم يغنم. أتَسْبُون أُمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم، ولئن قلتم ليست بأمنا لقد كفرتم فإن اللَّه يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (?) فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة. فنظر بعضهم إلى بعض، قلت: أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين. فأنا آتيكم بمن ترضون أراكم قد سمعتم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الحديبية كاتب المشركين سهيلَ بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأمير المؤمنين: اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول اللَّه. فقالوا: لا واللَّه ما نعلم أنك رسول اللَّه. ولو نعلم ما قاتلناك. فقال رسول اللَّه: اللهم إنك تعلم أني رسولك، اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد اللَّه. فواللَّه لرسول اللَّه خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه قال ابن عباس فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة" (?).

12999 - محمد بن كثير العبدي، نا يحيى بن سليم وعبد اللَّه بن واقد، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد اللَّه بن شداد قال: "قدمت على عائشة فبينا نحن جلوس عندها مرجعها من العراق ليالي قوتل علي إذ قالت لي: يا عبد اللَّه، هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي. قلت: ومالي لا أصدقك. قالت: فحدثني. قلت: إن عليًا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015