أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجًا منها وأول عهده بالآخرة داخلًا فيها حين يصدق الكاذب ويؤدي الخائن ويؤمن الكافر: إني استخلفت بعدي عمر بن الخطاب، فإن عدل فذلك ظني به ورجائي فيه، وإن بدل وجار فلا أعلم الغيب، ولكل امرئ ما اكتسب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (?) ". ورواه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.

من جعل الأمر شورى

12866 - ابن أبي عروبة (م) (?) عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة "أن عمر حمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، إني رأيت كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أرى ذلك إلا لحضور أجلي، وإن ناسًا يأمروني بأن أستخلف، وإن اللَّه لم يكن ليضيع دينه وخلافته وما بعث به رسوله، فإن عجل بي أمر فالشورى في هؤلاء الستة الذين توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو عنهم راض، فمن بايعتم فاسمعوا له وأطيعوا، وإن ناسًا سيطعنون في ذلك فإن فعلوا فأولئك أعداء اللَّه الكفرة الضلال أنا جاهدتهم بيدي هذه على الإِسلام، وإني لا أدع شيئًا أهم عندي من أمر الكلالة، وما أغلظ لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في شيء ما أغلظ لي فيه. فطعن بأصبعه في صدري أو في جنبي ثم قال: يا عمر، يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء. وإني إن أعش أقضي فيها بقضاء لا يختلف فيه أحد قرأ القرآن ومن لم يقرأ القرآن، وإني أشهد اللَّه على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا إلينا ما أشكل عليهم، وإنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، قد كنت أرى الرجل على عهد رسول اللَّه يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخًا؛ الثوم والبصل. قال: خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015