المؤمنين، فانطلقت حتى أدخل عليه ... " فذكر الحديث، فقال عمر: "أنا أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله خص رسوله بشيء من هذا الفيء لم يعطه أحدًا غيره ثم قرأ {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ... } حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (?) فكانت هذه خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم ولكن أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله ينفق منها على أهله سنتهم من هذا ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله حياته ... " الحديث.
ثم قال أسامة: أخبرني محمد بن المنكدر، عن مالك بن أوس نحو هذا الحديث قال ابن شهاب: وأخبرني مالك أن عمر قال - فيما يحتج به -: "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة صفايا: بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبسًا لنوائبه، وأما فدك فكانت لابن السبيل، وأما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء: فقسم منها جزأين بين المسلمين وحبس جزأ لنفسه ونفقة أهله فما فضل من نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين".
10212 - ابن ثور (د) (?)، عن معمر، عن الزهري "في قوله: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} (?) قال: صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل فدك وقرىً قد سماها لا أحفظها وهو محاصر قومًا آخرين، فأرسلوا إليه بالصلح قال: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} (?) يقول بغير قتال، وكانت بنو النضير للنبي - صلى الله عليه وسلم - خالصًا لم يفتحها عنوة افتتحوها على صلح، فقسمها بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئًا إلا رجلين كانت بهما حاجة" رواه عبد الرزاق، عن معمر فقال: عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل له صحبة بمعناه.
10213 - البخاري قال لي إبراهيم بن يحيى بن محمد، حدثني أبي، عن أبي حذيفة بن حذيفة، قال: أخبرني عمي زياد بن صيفي، عن أبيه، عن جده صهيب قال: "لما فتح رسول الله بني النضير أنزل الله {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} (?) وكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة فقسمها للمهاجرين وأعطى رجلين منها من الأنصار: