من كره النعي والإيذان وما يرخص منه
6370 - سلم بن قتيبة (ت ق) (?)، نا حبيب بن سليم، نا بلال العبسي قال: "كان حذيفة إذا كانت في أهله جنازة لم يؤذن بها أحدًا ويقول: إني أخاف أن يكون نعيًا إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النعي".
قلت: حسنه (ت).
روي في ذلك عن ابن مسعود وابن عمر وأبي سعيد، ثم عن علقمة وابن المسيب والربيع بن خثيم وإبراهيم وبلغني عن مالك أنه قال: لا أحب الصياح على أبواب المساجد لموت الرجل ولو وقف على حلق المسجد فأعلمهم لم يكن به بأس". وروينا عن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى جعفرًا وزيدًا وابن رواحة" وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي، وقال عليه السلام في الذي دفن ليلا: "ألا آذنتموني".
6371 - مسلم بن إبراهيم، نا عمرو بن مرزوق الواشحي، نا يحيى بن عبد الحميد بن رافع، عن جدته "أن رافع بن خديج مات بعد العصر فأتى ابن عمر فأخبر بموته فقيل له: ما ترى أنخرج بجنازته الساعة؟ قال: إن مثل رافع لا يخرج حتى يؤذن به من حولنا من القرى. فأصبحوا فأخرجوه".
6372 - فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبي سعيد قال: "كنا مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حضر منا الميت آذنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فحضره واستغفر له حتى إذا قبض انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه حتى يدفن، وربما قعد ومن معه حتى يدفن، وربما طال حبس ذلك عليه فلما خشينا مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض: لو كنا لا نؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأحد حتى يقبض فإذا قبض آذناه ولم يكن عليه في ذلك مشقة ولا حبس ففعلنا ذلك وكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه ويصلي عليه وربما انصرف وربما مكث حتى يدفن الميت وكنا على ذلك حينًا ثم قلنا: لو لم نشخص النبي - صلى الله عليه وسلم - وحملنا جنائزنا إليه حتى يصلي عليه عند بيته لكان ذلك أرفق به ففعلنا فكان ذلك الأمر إلى اليوم" سمعه منه سريج بن النعمان.
قلت: إِسناده جيد.