فهذا إن أراد به العموم كان كقوله في حديث ابن عتيك: "فإذا وجب فلا تبكين باكية" ويحتمل أن يكون المراد به على هالك من شهداء أحد كأنه قال حسبكن ما بكيتن عليهن.

ما دل على البكاء بعد الموت

6351 - حماد (خ) (?)، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس: "نعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعفرًا وزيدًا وابن رواحة نعاهم قبل أن يجيء خبرهم نعاهم وعيناه تذرفان، وقال أنس: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - على شفير قبر بنته وعيناه تدمعان".

6352 - يزيد بن كيسان (م) (?)، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: "زار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال: استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".

6353 - معمر عن هشام بن عروة (س) (?)، عن وهب بن كيسان أن محمد بن عمرو أخبره: "أن سلمة بن الأزرق كان جالسًا عند ابن عمر بالسوق فمر بجنازة يبكى عليها فعاب ذلك ابن عمر وانتهرهن فقال سلمة: لا تقل ذلك يا أبا عبد الرحمن فأشهد على أبي هريرة [لسمعته] (?) يقول: مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازة وأنا معه ومعه عمر ونساء يبكين عليها فزبرهن عمر وانتهرهن فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعهن يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب. قالوا: أنت سمعته يقول هذا؟ قال: نعم. فقال ابن عمر: الله ورسوله أعلم - مرتين".

قلت: تابعه حماد بن سلمة عن هشام. ورواه وكيع عن هشام فأسقط منه سلمة. ورواه إِسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سلمة، عن أبي هريرة. وسلمة بن الأزرق لا يعرف لكن كون ابن عمر قبل خبره دل على قوة حديثه عنه، وقد أخرجه النسائي وابن ماجه.

6354 - حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015