الرخصة في البكاء بلا نوح ولا ندب
6344 - (خ م) (?) عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بابنة ابنته ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى. قال: وبكى، فقال له سعد بن عبادة: أتبكي يا رسول الله وقد نهيت عن البكاء! فقال: إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء".
6345 - (خ م) (?) سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ولد الليلة لي غلام فسميته بأبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين من المدينة يقال: له أبو سيف، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزوره وانطلقت معه فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره والبيت ممتلئ دخانًا فأسرعت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيت أبا سيف فقلت: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمسك أمسك. فأمسك فجاء ودعا بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول، فلقد رأيته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يكيد بنفسه، فدمعت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إن بك لمحزنون".
6346 - ابن أبي ليلى (ت) (?)، عن عطاء، عن جابر قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن بن عوف إلى النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه فوضعه في حجرة ففاضت عيناه فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى الناس! قال: إني لم أنه عن البكاء إنما نهيت عن النوح، صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة، وهذا هو رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق، وإن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا، وإنا بك