جاء، ومروان: يخطب، فقام يصلي ركعتين، فجاء إليه الأحراس ليجلسوه، فأبى أن يجلس حتى صلى ركعتين، فلما قضى الصلاة، أتيناه فقلنا: يا أبا سعيد، كاد هؤلاء أن يقعوا بك، فقال: ما كنت لأدعها لشيء بعد شيء رأيته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء رجل وهو يخطب. فدخل المسجد بهيئة بذّه، فقال: أصليت؟ قال: لا. قال: فصل ركعتين. قال: ثم حث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابًا، فأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها الرجل ثوبين، فلما كانت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: أصليت؟ قال: لا. قال: فصل ركعتين. ثم حث الناس على الصدقة، فطرح أحد ثوبيه، فصاح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: خذه. فأخذه، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انظروا إلى هذا، جاء تلك الجمعة بهيئة بذه، فأمرت الناس بالصدقة، فطرحوا ثيابًا، فأعطيته منها ثوبين، فلما جاءت هذه الجمعة، أمرت الناس بالصدقة، فجاء فألقى أحد ثوبيه".
قلت: صححه (ت).
5181 - سليمان بن المغيرة (م) (?)، عن حميد بن هلال، عن أبي رفاعة العدوي، قال: "انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقلت: يا رسول الله، رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، فأقبل إليّ وترك خطبته، فأتي بكرسي خلت قوائمه حديدًا، فجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته وأتم آخرها".
5182 - الحسين بن واقد (عو) (?)، عن ابن بريدة، سمعت أبي يقول: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطبنا، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (?) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".