أنه سمع جابرًا يقول: "كان المسجد في زمان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- مسقوفًا على جذوع من نخل فكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا خطب يقوم إلى جذع، فلما صنع المنبر كان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار حتى جاءها رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فوضع يده عليها فسكنت".
5078 - (م) (?) عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه "أن نفرًا جاءوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أي عود هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أي عود هو، ومن عمله ورأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أول يوم جلس عليه، فقلت له: يا أبا عباس حدثنا، فقال: أرسل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-إلى امرأة: انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أكلم الناس عليها. فعمل هذه الثلاث درجات، ثم أمر بها رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فوضعت هذا الموضع فهي من طرفاء الغابة ولقد رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر- يعني: ثم ركع ثم رفع- فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي".
5079 - (خ) (?) عبد الواحد بن أيمن، حدثني أبي، عن جابر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة -أو نخلة- فقالت امرأة من الأنصار-أو رجل-: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، ألا نجعل لك منبرًا قال: إن شئتم فاجعلوه. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة ذهب إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، فنزل رسول الله-صلي الله عليه وسلم- فضمها إليه كانت تأن أنين الصبي الذي يسكت قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها".
5080 - (خـ) (?) عبد العزيز بن أبي رواد، حدثني نافع، عن ابن عمر"أن تميمًا الداري قال لرسول الله -صلي الله عليه وسلم- لما أسن وثقل: ألا أتخذ لك منبرًا يحمل -أو يجمع أو كلمة تشبهها- عظامك؟ فاتخذ له مرقاتين -أو ثلاثة- فجلس عليها، قال: فصعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فحن جذع كان في المسجد كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا خطب يستند إليه فنزل فاحتضنه، فقال له شيئًا لا أدري ما هو، ثم صعد المنبر وكانت أساطين المسجد جذوعًا وسقائفه جريدًا".