فذكر بعض الحديث قال: "وكان إذا مر بين الصفين قام، فإن رأي خللا قال: استووا حتي إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر، قال: وربما قرأ بسورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولي حتي يجتمع الناس قال: فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني الكلب -أو أكلني الكلب- حين طعنه العلج فطار بالسكين ذات طرفين لا يمر علي أحد يمينًا وشمالا إلا طعنه حتي طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة، فلما رأي ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسًا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه قال: وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه قال: فمن يلي عمر فقد رأي الذي رأي، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله، قال: فصلي بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة ... " الحديث.
فدل علي جواز الاستخلاف علي ما جوزه الشافعي في الجديد وكان أولا يقول لمن يحتج بهذا عليهم رويتم تقدم عبد الرحمن مصبحًا بعد أن طعن عمر بساعة فقرأ بسورتين قصيرتين مبادرًا للشمس فهذا قوله القديم.
4659 - زهير، ثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: "شهدت عمر حين طعن، أتاه أبو لؤلؤة وهو يسوي الصفوف فطعنه وطعن اثني عشر رجلا، فأنا رأيت عمر باسطًا يده وهو يقول: أدركوا الكلب فقد قتلني فأتاه رجل من ورائه فأخذه فحمل عمر إلي منزله فأتاه الطبيب فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ. قال: فدعا بالنبيذ فشرب منه فخرج من إحدي طعناته فقال: إنما هذا الصديد صديد الدم، فدعا بلبن فشرب. فقال: أوص يا أمير المؤمنين بما كنت موصيا فوالله ما أراك تمسي، وأتاه كعب فقال: ألم أقل لك لا تموت إلا شهيدًا وأنت تقول من أين وأنا في جزيرة العرب؟ ! قال فقال رجل: الصلاة عباد الله، قد كادت الشمس تطلع قال: فتدافعوا حتي قدموا ابن عوف فقرأ بأقصر سورتين: والعصر والكوثر" (?).
وكذا رواه ميمون بن مهران، عن ابن عمر ورويناه عن أبي رافع شبيهًا بروإية حصين، عن عمرو وحصين أحسن سياقة للحديث من غيره، وقد روينا الاستخلاف عن عمر.
4660 - عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زرعة بن إبراهيم، عن خالد بن اللجلاج: "أن عمر صلي يومًا للناس، فلما جلس في الركعتين الأوليين أطال الجلوس، فلما استقل قائمًا [نكص] (?) خلفه وأخذ بيد رجل من القوم فقدمه مكانه، فلما خرج إلي العصر