حدثنا علي بن حجر، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن نافع، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشعر بمنزلة الكلام: حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام) .
قال أبو عبد الله رحمه الله: فمن ابتغى به وجه اله، والدار الآخرة، صار في الميزان مع الحسنات. وما ابتغى به فرح الدنيا، وسرورها، وبهجتها، صار هباء منثورا.
وكذلك الحداء والرجز ما ابتغى به وجه الله، والدار الآخرة، والمعونة على الدين، فهو في ميزان العمل. وما ابتغى به أفراح الناس، فهذا مذموم. ز ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: (يا ابن الأكوع، هات لنا من هناتك) ، - يعني الرجز - يريد التخفيف على المشاة حوله..
وقال ابن رواحة يوم دخل مكة بين يدي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خَلَوا بَنى الكُفارِ عَن سَبيلِهِ ... خَلَوا فَكُلُ الحَقِ في رَسولِهِ
يارَب إِنّى مُؤمِنٌ بِقَبيلِهِ ... أَعرِفُ الحَقَّ فى قُبولِهِ
ضَرباً يُزيلُ الهامَ عَ، مَقيلِهِ ... وَيَذهَلُ الخَليلُ عَن خَليلِهِ