رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى بعثنى رحمة للعالمين، وأمرنى بمحق المعازف، والمزامير، والصليب، وأمر الجاهلية. وحلف ربى بعزته: لا يشرب عبد من عبيدى جرعة من خمر متعمداً إلا سقيته من صديد أهل النار يوم القيامة، مغفوراً له معذبا، ولا يتركها من مخافتى إلا سقيته من حياض يوم القيامة، ولا يسقيها صبياً صغيراً أو ضعيفاً مسلما إلا سقيته من صديد أهل النار يوم القيامة مغفوراً له أو معذباً) .
قال أبو عبد الله رحمه الله: فالفرح مقسوم على أولاد آدم كلهم، مركب في أجسادهم؛ فذهبت طائفة منهم فاستعملته في عبادة الأوثان، وطائفة استعملوه في دنياهم، وطائفة استعملوه في ذات الله.
فمن فرح بالأوثان فأجزانه دائمة في النار، ومن فرح بدنياه فخسرانه بين يدى الله غدا مع الخسران، ومن فرح بالإسلام والطاعة شكر على ذلك وأثيب عليه، ومن فرح بالله قرب وحيى وأكرم وشرف وبويء له منازل في عليين، قال الله تعالى: (وَفَرِحُوا بِالحَيَاةِ الدُنيَا، وَمَا الحَياةُ الدُنيا في الآَخِرَةِ إِلاّ مَتاع) ، ثم قال: (قُل بِفَضلِ الله وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلَيَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُونَ) . ثم روى أنه قال للصديقين: أيها الصديقون، تنعموا بذكرى، وبى فافرحوا.