حدثنا أبو عمار الحسن بن حريث الخزاعى، حدثنا أوس بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير.
وإن العبد إذا أحسن الظن بالله في الأمور، وأمله، ورجاءه، وفي له الكريم بذلك. فعقد الحمى، وما أشبه ذلك، هو من طريق التفاؤل، فإذا فعله على هذا السبيل وفى له بحسن ظنه.
وأما قوله: (ونهى أن يؤتى العراف يسأله ويصدقه؛ وقال: من صدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم) ..
فذلك لأن العراف يعرفه من علم الغيب - ما لم يعرف - رجما، وإنما قاله من تلقاء نفسه، والعراف والكاهن يتلقون الأخبار عن الشياطين؛ وذلك أن الشياطين تسترق السمع من السماء مما تتحدث به الملائكة من قضاء يقضيه ربنا تبارك وتعالى، فإذا استرق الشيطان من ذلك شيئا ألقاه إلى الكاهن فيتخذ ذلك أصلا وبينى عليه الأكاذيب؛ فيروج عنه ذلك بذلك الواحد الذى يصدق فيه ويظهر صدقه.