حديدة، فقال: (ما هذه؟) ، قال: من الواهنة. قال: (فأنها لا تزيدك إلا وهناً) . وقد ذكر الله في تنزيله فقال: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) .. قال الله تعالى: (فزادهم رهقا) ..
وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نزلوا وادياً قال أحدهم: أعوذ بسيد هذا الوادى أن يضرنى أحد من الجن في هذا الوادى! فلم يزدادوا بها إلا رهقا.
فهذا كله من التمائم، كأنه اشتق هذا الاسم من أن هذه الأشياء تكلفها العباد لتتم به الأمر من دوام العافية ودفع البلاء، ولا تتم إلا بها، فسموها تميمة؛ ألا ترى أن عائشة رضى الله عنها قالت: ليس من التمائم ما علق بعد نزول البلاء. حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهية، عن بكير بن عبد الله ابن الأج، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضى الله عنها قالت: ليس من التمائم ما علق بعد نزول البلاء. كأنها ذهبت إلى أن هذا بعد نزول البلاء استشفاء وتبرك وتفاؤل. فإذا عقد الحمى بالوتر، فإنما يعقد بما يقرأ من القرآن؛ وإنما يستشفى بأسماء الله وبالقرآن، والعقد منه تفاؤل، والفأل من حسن الظن بالله عزوجل.