فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك؟ فعله كان يبخل بما لا ينقصه، ويتكلم فيما لا يعنيه) . فالندبة تزكية، وقد زجر الله عن التزكية للنفوس؛ والبراءة لها، والشهادة لها.
وأما قوله: (ونهى أن يقال: مات فلان فاشهدوه، وأن ينعى في القبائل) .
فهذا من أجل أن هذا فعل أهل الجاهلية، كانوا يتكاثرون، ويتفاخرون بالجمع، ويتزينون بذلك، وهو رياء وسمعة.
وأما قوله: (ونهى عن التعري بالليل والنهار) .
فمعناه أن يكون هذا التعري بارزا. فأما في بيت مستور يغتسل فيه، فإن كان في إزار فهو أفضل، فإن لم يكن فهو في سعة غير آثم، ولكنه ترك الأفضل. فإذا تعرى بارزا لم يأمن أن يفجأه بعض من لا يحل له النظر فيراه عريانا، وقد أمر الله تعالى بحفظ الفروج، وقال: (قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضُّوا مِن