والأوسط واحد؛ لأن الذي يقرب والذي يجمع يقرب أيضا، فإنما سمي آدم فيصير هذا له سمة، ثم كنى عن اسمه، فقال: أبا البشر، فأكرم بذكر الأبوة، فكل من كنى من بعده من ولده عن إسم من الأسماء بالأبوة، ثم ألحق أبوته باسم من الأسماء تفاؤلا بشيء أو تطيرا من شيء، ففزع إلى التفاؤل، لا أنه تطير.. فهذا شأن الكنى.
فأما النهي عن أبي مالك، فيرى أنه استوحش من هذه اللفظة، لأنه لا مالك إلا الله، ومنه بدأ الملك للمالكين، فحسن أن يسمى مالك لأنه قد مملكهم. وأول المالكين الله تعالى. فإذا قلت " يا مالك " " يا أبا الحكم " ففيه وحشة.
وأما أبو عيسى، فإذا قلت " يا أبا عيسى " فتلك الوحشة موجودة؛ لأن الله تعالى يقول: (رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلى مَريمَ وَرُوحٌ منهُ) فنفى عنه أبوة الآباء.
وأما قوله " أبي القاسم " فهو كما قال صلى الله عليه وسلم: (أنا أبو القاسم؛ الله يعطى، وأنا أقسم، فكان سيد الخزان " وما زال جوادا حتى منعه الله من الإعطاء، فقال:) وَلاَ تَبسُطهَا كُلَّ البَسطِ) . وكان يقول: