هذه الأشياء سترة فلا بأس به. وإذا لم تكن سترة ففيه وحشة؛ لأن الحش متغوطة الناس؛ وإنما سمى حشا؛ لأنه موضع النخيل، وكانوا يتغوطون هناك للسترة، والحمام أقذار الناس وغسالتهم، والمقبرة دفن الموتى، وفيها البلى، وتبدد العظام، والأوصال. فلا يستحب أن يستقبل الله تعالى بمثل هذه الأشياء.
وأما قوله: (ونهى عن أربع كنى: عن أبي مالك، وأبي الحكم، وأبي القاسم، وأبي عيسى) .
فإن هذه الألفاظ غير عذبة، فيها بعض الوحشة؛ لأن الكنى إكرام المؤمن وإجلاله. والاسم متبذل، فإذا أريد إجلاله كنى عن الاسم المتبذل..
والأسماء في الأصل على الحقائق هي سمات الأشياء، ثم أحدث الناس أشياء صيروها علائم فيما بينهم تفاؤلا وتطيرا، فأول اسم بدا في الخلق آدم عليه السلام؛ لأنه مشتق من أديم الأرض، وكأنه مشتق من الإدام، لأنه جمع بين ترابه ومائه وعجن، وكأنه مشتق من الأدمة وهي الوسيلة، وهذا