وأما قوله: (ونهى أن يخلو الرجل بإمرأة غير محرم) .
فهذا فعل داع إلى فتنة عظيمة، وروى في الخبر: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما خلا رجل بامرأة غير ذات رحم محرم إلا كان الشيطان ثالثهما) .
قال أبو عبد الله رحمه الله: العصمة عصمتان: عصمة من الله عز وجل على القلب، وعصمة من الله على طريق الأسباب. فإذا خلا بامرأة غير محرم فقد ذهبت الأسباب، وانقطعت العصمة، فإن أدركته عصمة اللهعلى الإنفراد برحمة منه وفضل وإلا فقد هلك.. ألا ترى أن يوسف عليه السلام لم ينصرف حتى رأى البرهان، وهو جبريل على صورة يعقوب صلى الله عليهما، فحينئذ ولىهاربا، وهذه عصمة على سبب خاص كرامة من الله، ليس كالأسباب العامة.
والأسباب العامة هو أن يهم بأمر، فيحدث حدث من الأمر، فيقطع عليك هذا، نويحول بينك وبينه، من خوف، أو حياء، أو نقص تدبير، أو