نشأ بدمشق وتفقه بها عَلَى علماء عصره إلى أن برع في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان، وتصدر للإفتاء والتدريس والإقراء عدة سنين إلى أن أشخص إلى القاهرة بعد موت قاضي القضاة صدر الدين محمد بن التركماني الحنفي لِيلي القضاء بها عوضه، وكان قدومه إليها في ثالث عشر ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة، ونزل بمدرسة السلطان حسن إلى أن طلبه السلطان في يوم الخميس خامس عشره إلى القلعة، فلما وصل إلى باب القصر آمر به فاجلس هناك حَتَّى انقضت الخدمة السلطانية، وخرج الأمير طشتمر الدلودار فسلم عليه وأخذه معه إلى داره، بعد أن أكرمه غاية الإكرام.
وكان عند طشتمر الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ ضياء الدين عبيد الله ابن سعد القرمي، فتحادثوا أطراف البحث في عدّة فنون من العلم ساعة،