وسار فيها أجمل سيرة، على أن أيامه لم تطل، فإن قدومه إلى القاهرة كان في ذي الحجة من سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وخلع عليه باستقراره في كتابة السر في يوم الخميس خامس عشر الشهر المذكور، وعملت له الطرحة خضراء برقمات ذهب.

وتوفى ليلة الخميس ثامن عشرين جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالطاعون.

وتولى كتابة السر من بعده أخوه أبو بكر الملقب عماد الدين، وباشر الوظيفة مدة يسيرة من غير أن يخلع عليه خلعة كتابة السر، فعاجلته أيضاً المنية ومات في ليلة الجمعة ثالث عشر شهر رجب من السنة المذكورة، وموته أيضاً كان بالطاعون، وكان قدومه إلى القاهرة لزيارة أخيه الشريف شهاب الدين، فماتا في أيام قلائل رحمها الله تعالى.

وكان الشريف شهاب الدين صاحب الترجمة من أعيان رؤساء أهل دمشق، وله بها مآثر حسنة وأملاك كثيرة وكان مثرياً، وله مكارم، وأفضال، رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015