شرف الدين وتفقه به، وبرع وأفتى ودرس وناب في الحكم بحماة، ثم ولي قضاء حمص، ثم رجع إلى حماة وولي خطابتها ونيابة القضاء، ثم ولي قضاء حلب استقلالاً، وحمدت سيرته، وكان عنده دين وعدل وصرامة وجودة سيرة، وكان يحفظ الحاوي وينزله على الرافعين وحج غير مرة، وحدث بمسند الشافعي عن ابن النصيب، وتفقه به جماعة.
قلت: وهو من بيت العلم والفضل والأدب والرئاسة قديماً وحديثاً، توفي بحماة بعد أن توضأ وجلس مجلس حكمه ينتظر إقامة صلاة العصر وذلك في صفر سنة ثلاثين وسبعمائة بحلب، رحمه الله تعالى.
؟
...
عثمان بن منكورس بن خمارتكين، الأمير مظفر الدين صاحب صهيون.
كان جده خمارتكين عتيق مجاهد الدين، صاحب صرخد، وملك مظفر الدين هذا صهيون بعد موت والده سنة ست وعشرين وستمائة، وكان عارفاً، يقظاً، حازماً، مهاباً، طالت أيامه وعمر تسعين سنة أو أكثر، وكان بيده صهيون وبرزية وبكسراسل، وكان قد رتب أن لا يحضر أحد من نواحي صهيون وبلادها الشكوى إلا بهدية على قدر الحاجة من راس الغنم إلى الجدي إلى