واستمرت خوند شيرين المذكورة في أيام ولدها مدة يسيرة، وتعللت ولزمت الفراش. وكثرت القالة في مرضها، واتهم جماعة بأنهم سحروها. وظن الملك الناصر، أن بعض الخوندات من زوجات أبيه سحرتها، حسداً وبغضاً، لأنها سارت سيرة حسنة جميلة، من الحشمة والرئاسة والكرم، مع الاتضاع الزائد، والخير والدين.
ولها معروف ومآثر حسنة. جددت بمكة رباط الخوزي، ووقفت عليه وقفا، وأصلحت ما كان تهدم منه. ووقفت أوقافاً على تربة ولدها الناصر بالصحراء، وعلى عدة قراء بمدرسة الظاهر برقوق بين القصرين.
وكانت بديعة الجمال، توفيت ليلة السبت أول ذي الحجة سنة اثنتين وثمانمائة رحمها الله تعالى وعفا عنها.