الطوسي، وأبو روح عبد العزيز. وحدث؛ سمع منه الحافظ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي، وذكره في معجمه، وكتب عنه قطعة من شعره. وتسلطن بعد موت والده وأخيه في سنة أربع وعشرين وستمائة، وأحبه أهل دمشق، ثم سار عمه الملك الكامل من الديار المصرية، ليأخذ دمشق منه فاستنجد بعمه الملك الأشرف موسى شاه أرمن فجاء لنصرته ونزل بالدهشة بدمشق، ثم تغير الأشرف عليه، ومال لأخيه الكامل، وأوهم الناصر هذا أنه يصلح قضيته؛ فاتفقا عليه، وحاصراه أربعة أشهر، وأخذا دمشق منه، وسار الملك الناصر إلى الكرك، وكانت لوالده، وأعطى معها الصلت، ونابلس، وعجلون، وأعمال القدس، وعقد نكاحه على بنت عمه الملك الكامل.
ثم إن الكامل تغير عليه؛ ففارق ابنته قبل الدخول.
ثم إن الملك الناصر هذا قصد الخليفة المستنصر بالله ببغداد، وقدم له تحفاً ونفائس، وسار إليه على البرية، ومعه فخر القضاة ابن بصاقة، وشمس الدين الخسر وشاهي، والخواص من مماليكه، وطلب الحضور بين يدي الخليفة كما فعل بصاحب إربل، فامتنع الخليفة؛ فنظم الناصر قصيدته التي أولها:
ودانٍ ألمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدجى وحف تجول غياهبه