من ذلك، وكاد يكون بينهم فتنة عظيمة، ثم اتفق الأمر على أن مماليك المعز حلفوا لها أن لا ينالوها بمكروه، وطلبوا صفي الدين بن مرزوق فحدثهم بالقصة، وهرب سنجر مملوك الجوجري، ثم ظفر به فصلب، ثم دفن الملك المعز رحمه الله.
وكان ملكا شجاعا مقداما، ساكنا عاقلا دينا، لم يشهر عنه ما يشهر به غيره من القبائح.
وأما شجر الدر فوقع لها أمور، ثم آل أمرها إلى الفتك بها - يأتي ذلك في ترجمتها إن شاء الله تعالى -.
ورثى سراج الدين الوراق الملك المعز بقصيدة منها:
نقيم عليه مأتما بعد مأتم ... ونسفح دمعا دون سفح المقطم
ولو أننا نبكي على قدر فقده ... لدمنا عليه نتبع الدمع بالدم
وسل طرفا ينبيك عني أنني ... دعوت الكرى من بعده بالمحرم
ومنها:
بني الله بالمنصور ما هدم الردى ... وإن بناء الله غير مهدم
مليك الورى تسرى لمضمر طاعة ... وتوسى لطاغ في زمانك مجرم
فما للذي قدمت من متأخر ... ولا للذي أخرت من متقدم