قدم إلى الديار المصرية، وسكنها بعفة عما في أيدي الناس، وتردد إليه الناس للتبرك والزيارة.

وكان ينسب إلى معرفة علم الحرف. وكان عارفاً بالتصوف كما ينبغي، وله فيه طرائق وتلامذة، وكف بصره بآخره.

توفى بالقدس في سنة ثمانين وسبعمائة عن نيف وسبعين سنة.

قال المقريزي: كان في ابتداء أمره طباخاً، ثم انقطع وتسلك؛ فظهرت له أحوال، وأبدى مقالات في العرفان.

وقفت له على شرح أبيات لابن عربي على طريقة الصوفية دل على تمكنه في المعارف الإلهية، أملاه بعد عماه، مع أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ.

أخبرني الثقة مقبل السامي عنه بذلك، وأنه قال: ليس هذا عن كشف، وإنما هو شيء استفدته من كلام ابن عربي. وعندي أنه ورى بذلك؛ ليهضم عن نفسه. وكان قد صحب الشريف حيدر بعد ما جهد في طلبه؛ ففتح له على يديه، ثم قال: وهو أحد الأفراد الذين أدركتهم. انتهى كلا المقريزي، رحمه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015