(من أين تعرف ذلك) أصل "أين" ظرف للمكان والمراد هنا السببية فكأنها قالت بأي شيء تعرف ذلك والمشار إليه مفعول أعلم
(لا ورب محمد) لا حرف نفي وقعت جوابا عن كلام سابق وجواب القسم محذوف تقديره ورب محمد لم أفعل
(أجل) حرف جواب بمعنى نعم
(والله ما أهجر إلا اسمك) عبرت بالقسم والقصر لتأكيد مضمون الجملة وزيادة تقريره في ذهن الرسول وإنما كان غضبها من شدة غيرتها على النبي وقوة حبها له عليه السلام
استدل بهذا الحديث على كمال فطنة عائشة رضي الله عنها من وجوه
(أ) تخصيصها إبراهيم عليه السلام دون غيره لأنه صلى الله عليه وسلم أولى الناس بإبراهيم كما في التنزيل فلما لم يكن بد من هجر اسمه الشريف أبدلته ممن هو منه بسبيل حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة
(ب) تعبيرها بهذا الحصر الدال على غاية اللطف لأنها أخبرت أنها إذا كانت في نهاية الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تنحرف عن كمال المحبة فلا يهجر قلبها من أغضبها بل يظل على وده وتعلقه
(جـ) تعبيرها بالهجران بدل الترك لأنه يدل على أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار لها فيه كما قال الشاعر
إني لأمنحك الصدود وإنني قسما إليك مع الصدود أميل
-[ويستفاد من الحديث: ]-
- استقراء الرجل لحال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل وعدمه
2 - الحكم بالقرائن لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم برضا عائشة وغضبها بمجرد ذكرها اسمه الشريف وسكوتها عن ذكره
3 - وفيه حسن معاملته صلى الله عليه وسلم لزوجاته أمهات المؤمنين