صومها وقال الثالث وأما أنا فسأعتزل التمتع بالنساء فلن أتزوج أبدا لأتفرغ لعبادة الله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاءهم فقال لهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا قالوا نعم يا رسول الله دفعنا إلى ذلك خوفنا من عقاب الله قال عليه الصلاة والسلام رفقا بأنفسكم فما أيسر الدين إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى إني أكثر منكم خوفا وخشية وأحرص منكم على التقوى لله ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء وهذه سنتي التي أمرني الله بها فمن رغب عنها ولو إلى خير منها في نظره فليس من أتباعي
-[المباحث العربية]-
(عن أنس قال) الجار والمجرور متعلق بفعل محذوف أي روي عن أنس و"قال" يسبك بمصدر من غير سابك والمصدر نائب فاعل روي
(جاء ثلاثة رهط) إضافة ثلاثة إلى رهط بيانية أي ثلاثة هم رهط والرهط من ثلاثة إلى عشرة من الرجال ليس فيهم امرأة وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه كالنفر والفرق بينهما أن النفر من ثلاثة إلى تسعة لا إلى عشرة كما في الرهط وقد جاء في مرسل سعيد بن المسيب أن الثلاثة هم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعثمان بن مظعون
(يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم) أي العبادة السرية وقد جاء في رواية مسلم عن علقمة "في السر" وجملة "يسألون" مستأنفة كأن سائلا سال لم جاءا أو حال من ثلاثة باعتبار تخصصه بالإضافة أي جاء ثلاثة رهط سائلين
(فلما أخبروا) بالبناء للمجهول والمعمول محذوف تقديره فلما أخبروا بعبادته وجواب "لما" محذوف تقديره عجبوا
(كأنهم تقالوها) بتشديد اللام المضمومة أي عدوها قليلة أي رأى كل منهم أنها قليلة وأصله تقاللوها فأدغمت اللام في اللام لاجتماع المثلين والتعبير بالتشبيه للدلالة على أنهم لم يتقالوها بالفعل لأن الاستهانة