-[المعنى العام]-
يحذر صلى الله عليه وسلم من المراءاة بقراءة القرآن وبالعبادات وينبه إلى أن الأساس استقرار الإيمان في القلوب ويوجه الأمة إلى عدم الاغترار بالمظاهر ويتنبأ عن طريق الوحي بقوم يخرجون في مستقبل الزمان يبالغون في الصلاة والصيام والأعمال الخيرية ظاهرا ويقرءون القرآن كثيرا درجة أن الصحابي العابد لو رآهم لاحتقر عبادته نفسه بالنسبة لعبادتهم لاحتقر صلاته بالنسبة لصلاتهم واحتقر صيامه بالنسبة لصيامهم واحتقر قراءته للقرآن بالنسبة لقراءتهم لكن أعمالهم تلك مع كثرتها ومبالغتها هيكل وشكل وصورة لا حقيقة لها فأذكارهم لا تتجاوز ألسنتهم وقراءتهم لا تتجاوز حناجرهم لأنها لم تنبع من إيمان قلبي فمثل عبادتهم تلك كمثل السهم الذي يخترق الصيد ويخرج بسرعة لشدة سرعته لا يعلق به شيء من الصيد حتى الدم لا يكاد يرى فيه يحس الصائد أنه رجع من رميته صفر اليدين ينظر في أجزاء سلاحه لعله يجد شيئا من الصيد ينتفع به فلا يجد وهكذا هؤلاء الناس يخرجون من مظاهر الطقوس التي مارسوها من غير قبول ومن غير أجر أو ثواب
-[المباحث العربية]-
(يخرج فيكم) الخطاب قيل للصحابة على معنى أن الموصوفين سيخرجون إلى الوجود في عصر الصحابة ولو عند آخر صحابي على معنى لو فرض ورأيتموهم بينكم حقرتم صلاتكم
وقيل الخطاب للأمة أي يخرج فيكم معشر المسلمين قوم تحقرون معشر العابدين صلاتكم
(تحقرون صلاتكم مع صلاتهم) أي تعدون صلاتكم بالنسبة لظاهر صلاتهم قليلة
(وعملكم مع عملهم) أي وعملكم الصالح أي عبادتكم مع عبادتهم