79 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
-[المعنى العام]-
خلق الله الزمان ظرفا لأفعال العباد ولصالح العباد يدبرون أمورهم بواسطته ويحددون مواقيتهم به الليل والنهار وساعاتهما والشهر والعام بل عمر الأشياء وعمر الإنسان نعمة عظيمة من نعم الله {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون} الآية 5 من سورة يونس
ومن كفر الإنسان وجحوده أن لا يشكر نعمة الله وأن لا يقدرها قدرها وأن لا يستفيد منها وأكثر من ذلك جحودا أن يحول النعمة بسلوكه الخاطئ إلى نقمة وأن يسند أخطاءه إلى غيره وأن يتهم البريء وأن يلصق العيب الذي يقع فيه إلى الزمان أو المكان فيلعن الأرض ويسب الزمان وهو لا يدري أنه بذلك يسب خالقهما ومدبرهما ومسخرهما
منتهى الكفر والجحود أن يسب الإنسان النعمة ويؤذي المنعم بها يسب الزمان والدهر والله سبحانه وتعالى هو خالق الزمان والدهر وبيده تصريف الأمور في الأزمنة والأمكنة التي يقدرها يقلب الليل والنهار ويداول الأيام بين الناس يعطي ويمنع مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير إن أنعم فبمحض الفضل وإن سلب فوديعته يستردها متى شاء له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه المآب