للصلاة عليها، وجعل ترابها صالحا للتيمم واستباحة الصلاة به، فأي مسلم أدركته الصلاة، وحان وقتها، وكاد يخرج، ولم يجد ماء فعنده مسجده وطهوره، فليتيمم وليصل.
ثالثتها: كان من قبلي إذا غنموا لم تحل لهم الغنائم، بل كانت تترك في العراء حتى تهلك، فأحل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته الغنائم يقسمونها ويتمتعون بها.
رابعتها: الشفاعة العظمى التي تشمل أهل الموقف العظيم جميعا، يوم يلجأ الناس من الهول إلى الأنبياء، فيحيلون الخلائق إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وخامستها: عموم رسالته صلى الله عليه وسلم فقد كان كل نبي يرسل إلى قوم محددين، ولزمن محدد، تنتهي رسالته عنده، لكن محمدا صلى الله عليه وسلم أرسل إلى أهل الأرض جميعا في جميع الأمكنة، وفي جميع الأزمنة، إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين.
-[المباحث العربية]-
(أعطيت خمسا) أي خمس فضائل وميزات، وفي إحدى روايات الصحيح "فضلنا على الناس بثلاث" وفي بعضها "فضلت على الأنبياء بست" واختلاف الروايات في العدد مشكل عند من يرى أن مفهوم العدد حجة وسنوضح المسألة في فقه الحديث.
(لم يعطهن أحد قبلي) أي من الأنبياء.
(نصرت بالرعب مسيرة شهر) في رواية لأحمد "يقذف في قلوب أعدائي "وفي رواية" ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر" وقيل: إن الحكمة في جعل الغاية شهرا أنه لم يكن بينه وبين أحد من أعدائه أكثر من شهر. والأولى جعل هذا اللفظ للمبالغة في البعد. كأنه قال: يلقي الرعب في قلوب الأعداء، فيخافونني من مسافة بعيدة.