والوعيد فجاء في صحيح البخاري غير هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار وفي صحيح مسلم من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام وفيه أيضا لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر
نعم حاول علماء أهل السنة تفسير الكفر بكفر النعمة أو تخصيصه بمن استحل ذلك وتفسير تحريم الجنة بتحريم دخولها مع أول الداخلين أو أن هذا جزاؤه المستحق لو جوزي وقد يعفو الله عنه وغير ذلك من التوجيهات التي لا تخرج فاعل ذلك من الملة وإن عظمت جريرته
وقد دلت الأحاديث المذكورة على أن هذا الحكم مشروط بالعلم بأنه غير أبيه وهذا واضح لأن الإثم إنما يترتب على العلم بالشيء المتعمد لكن هل يدخل في هذا الوعيد كل من انتسب إلى غير أبيه مهما كان الهدف من الانتساب أو هو خاص بما كان على شاكلة التبني الجاهلي الذي يترتب عليه آثار غير شرعية من الإرث وغيره
التحقيق أن هذا الوعيد خاص بالحالة الثانية أما من رغب عن الانتساب لأبيه لمعرة فيه أو انتسب لأخواله للافتخار والتشرف أو انتسب لأحد أفراد العائلة لشهرته فلا يدخل في الوعيد المذكور وإن كان لا يخلص من إثم ومؤاخذة
وأما الكذبة الثانية وهي الكذبة عن المنام وادعاء أنه رأى في منامه شيئا لم يحصل فإن الحكمة في تشديد الوعيد على هذه الكذبة أن المنام جزء من الوحي سواء قلنا إن الله يرسل ملك الرؤيا فيرى النائم ما شاء أم قلنا إن الله يلقي إلى النائم بما شاء فالكذب في الرؤيا كذب على الله
كذلك الكذبة الثالثة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم هي في مضمونها كذب على الله تعالى لأنه صلى الله عليه وسلم إنما يخبر عن الله فمن كذب عليه كذب على الله عز وجل والكذب على الله أعظم الكذب بنص القرآن الكريم يقول الله