ميكروب (باسلس بستس) فإذا عض البرغوت المصاب إنسانا أو فأرا آخر نقل إليه المرض الفتاك وهكذا يسرع المرض بالانتشار في مناطق كثرة البراغيث والفيران وأول ما ينبغي القضاء عليه محاربة البراغيث ثم القضاء على الفيران وهناك المصل الواقي لتحصين الأصحاء قبل وصول الداء

والطاعون غير مقصود لذاته بل المقصود الوباء المعدي بصفة عامة وعدم دخول الأرض المصابة وعدم خروج أحد منها وهو ما عرف فيما بعد في العصر الحديث بالحجر الصحي وعزل المرضى وهو أنجح وسائل الوقاية الصحية

وقد استشكل على سبب المرض المشار إليه بما ورد في الحديث أن الطاعون من وخز الجن وقال الحافظ ابن حجر يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط وقسم يكون من وخز الجن أهـ

والأولى أن يقال إن المراد من الجن في الحديث معناه اللغوي وهو الشيء المستتر لا الجن المعروف فيمكن أن يقصد الميكروب الذي ينتقل إلى الجسم السليم وهو لا يرى بالعين المجردة

وسنرجئ القول في خروج أهل الأرض المصابة إلى شرح الحديث الآتي ونستعرض ما قيل في حكم الدخول إلى أرض الوباء

ولا خلاف في النهي عن الدخول إلى الأرض المصابة وأنه ممنوع إلا لضرورة كالأطباء ومساعديهم ومن تحتاجهم الأرض لحياتها الضرورية أما الدخول من غير ضرورة فهو حرام أو مكروه لأنه تعريض النفس إلى التهلكة وقد أخرج الطحاوي بسند صحيح عن أنس أن عمر أتى الشام فاستقبله أبو طلحة وأبو عبيدة فقالا يا أمير المؤمنين إن معك وجوه الصحابة وخيارهم وإنا تركنا من بعدنا مثل حريق النار فارجع العام فرجع

وحاصل القصة أن عمر قسم الشام أجنادا الأردن جند وحمص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015