عليه علامات الخوف والارتباك فإذا أمطرت السحابة مطرا طيبا هدأ وزال عنه ما كان به تكرر ذلك منه وعرف بين مشاهديه قالت عائشة يوما يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته تغيرت وعرفت الكراهية في ملامحك فقال يا عائشة كيف آمن أن يكون فيها عذاب لقد عذب قوم من مثلها لما رأوها تستقبل أوديتهم وديارهم وهم في قحط فرحوا بها وقالوا هذا سحاب عارض مستعرض في السماء ممطرنا فكانت ريحا فيها عذاب أليم

-[المباحث العربية]-

(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء) هذا الأسلوب يفيد الشأن والعادة والاستمرار والمخيلة بفتح الميم وكسر الخاء هي السحابة التي يخال ويظن فيها المطر فقوله في السماء زيادة في الإيضاح وفي رواية للبخاري إذا رأى غيما أو ريحا

(أقبل وأدبر ودخل وخرج) ليس المقصود بيان من أين أقبل؟ ولا إلى أين أدبر ولا إلى أين دخل وليس المقصود الإقبال أو الإدبار والدخول والخروج بالفعل وإنما المقصود لازم ذلك من مظاهر القلق والخوف

(فإذا أمطرت السماء) أي المخيلة التي في السماء من إطلاق المحل وإرادة الحال فيه

(سري عنه) بضم السين وكسر الراء المشددة وفتح الياء مبني للمجهول أي كشف عنه وزال ما ألم به من الخوف وآثاره

(فعرفته ذلك) بفتح العين وتشديد الراء المفتوحة وسكون الفاء من التعريف والإشارة لما كان عليه من تغير الوجه والخوف أي أخبرته بما أراه منه وفي رواية للبخاري قلت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015