عليه بوله.
دعوه فليكمل. إنه جاهل بالحكم. إنه لا يقصد إساءة للمسجد، إنه يظن أن المكان الذي هو فيه كبقية أماكن الصحراء، إنه يظن أنه متى بعد عن الناس تبول كيف شاء. قدروا ظروف الرجل، فقد بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، يسروا ولا تعسروا، وتحملوا أخف الضررين، تنجس المكان وانتهى الأمر، وقطعكم لبوله سيحدث به ضررا، وسيلوث بدنه وثوبه وأماكن أخرى من المسجد. قالوا: فما العمل يا رسول الله؟ فقال: ائتوني بدلو كبير مملوء ماء فجاءوا به فقال: صبوه على مكان بوله، شيئا فشيئا تطهر الأرض، ثم دعا الرجل وبغاية الرفق ومنتهى اللين قال له: إن هذه المساجد لا يليق بها البول والقذر فقد خصصت لذكر الله والصلاة.
قال: أحسنت يا رسول الله، وجزاك الله خيرا. بأبي أنت وأمي. لن أعود لمثلها أبدا.
-[المباحث العربية]-
(قام أعرابي في المسجد) الأعرابي واحد الأعراب، وهم من سكن البادية عربا أو عجما، فالأعرابي مقابل الحضري، والعربي مقابل العجمي، وفي وصف الرجل بالأعرابي اعتذار عن فعله، والمراد بالمسجد المسجد النبوي بالمدينة.
(فتناوله الناس) أي بالزجر واللوم، ففي البخاري "فزجره الناس" وفي مسلم "فصاح به الناس" فقالوا: مه مه" والمراد بعض الناس أي بعض الصحابة الحاضرين في المسجد.
(دعوه) في رواية "ولا تزرموه" بضم التاء وسكون الزاي وكسر الراء، أي لا تقطعوا عليه بوله.
(وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء) يقال: هريقوا وأريقوا أي صبوا على مكان بوله، والسجل بفتح السين وسكون الجيم الدلو العظيمة والذنوب بفتح الذال وضم النون الدلو المملوءة ماء، ولا يقال لها وهي فارغة ذنوب.