كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

ومن هنا كان الواجب على كل مسلم أن يبادر بالوصية اليوم قبل الغد والغد قبل ما بعد الغد كان عليه أن لا يبيت ليلة أو ليلتين إلا ووصيته جاهزة تامة موثقة فيرفع بها الخلاف بعد موته فيما خلف من ضياع أو تبعات ويحل بهذه الوصية عقدا ومشاكل تنشأ غالبا بين الورثة وغيرهم فهو أعلم من غيره بما يصلح في ماله وهو أعلم من غيره بمن يستحق ومن لا يستحق وهو صاحب المال وصاحب التصرف فعليه أن يصفي ما له وما عليه في حدود الشرع الحنيف حتى إذا فاجأه الموت لقي الله وهو متخلص من تبعات الحياة

-[المباحث العربية]-

(ما حق امرئ مسلم) أي لا ينبغي لامرئ مسلم ولا يحق له إلا أن يكتب وصيته فـ "ما" نافية ولفظ مسلم خرج مخرج الغالب والمسلمون مخاطبون بالشريعة أولا فليس المقصود إخراج غير المسلم من الحكم وقيل إن لفظ مسلم ذكر تهييجا وإثارة للامتثال لما يشعر به من أن من لم يفعل لا يكون مسلما

(له شيء) جملة من خبر ومبتدأ وقعت صفة ثانية لامرئ وفي بعض الروايات له مال وفي رواية شيء وهي أشمل لأنها تعم ما يتمول وما لا يتمول كالاختصاصات فقد يوصي بالإشراف مثلا

(يوصي فيه) هو بفتح الصاد والجملة صفة لشيء

(يبيت ليلتين) الجملة صفة ثالثة لامرئ وقدر بعضهم محذوفا آمنا أو ذاكرا أو مريضا وعدم التقدير أولى أي يقع منه المبيت في حياة وذكر الليلتين للتقريب لا للتحديد ففي بعض الروايات يبيت ليلة أو ليلتين وفي بعضها يبيت ثلاث ليال والمراد لا يمضي عليه زمان وإن كان قليلا إلا ووصيته مكتوبة قال الطيبي في تخصيص الليلتين والثلاث بالذكر تسامح في إرادة المبالغة أي لا ينبغي أن يبيت زمانا ما وقد سامحناه في الليلتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015