المدح في الوجه الذي يؤدي إلى غرور الممدوح وإعجابه بنفسه وافتتانه عن الرغبة في الخير اتكالا على ما ظنه في نفسه بسبب الإطراء وحمله البعض على الإفراط في المدح وحمله البعض على المدح بما ليس فيه وبهذه التوجيهات أول العلماء قوله صلى الله عليه وسلم احثوا في وجوه المادحين التراب وقول عمر إياكم والمدح فإنه من الذبح أما مدح من لا يخاف عليه بما فيه من غير إفراط فلا يدخل في النهي فقد مدح صلى الله عليه وسلم في الشعر والخطب وكل ما هنالك أنه نهى مادحيه عن الإطراء لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم وقد يستحب المدح إن حصل به مصلحة كأن يشجع الممدوح فيزداد في الخير أو يستنهض به همم الغير ليقتدوا به كما قال النووي في شرح مسلم ويستحب للممدوح حينئذ أن يقول اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون وقد احتج أبو حنيفة بهذا الحديث على الاكتفاء في التزكية بواحد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعب على الرجل إلا الإغراق والغلو في المدح والراجح عند الشافعية والمالكية اشتراط اثنين في التزكية كما في الشهادة
-[ويستنبط من الحديث: ]-
1 - أن الثناء على الشخص في وجهه عند الحاجة لا يكره وإنما يكره الإطناب في ذلك
2 - الندب إلى مراعاة الحيطة والدقة عند التحدث عن الغير