يسمى أهل العصر قرنا لاقترانهم في الوجود قال القرطبي القرن من الناس أهل زمان واحد وقال الخطابي واشتق لهم هذا الاسم من الاقتران في الأمر الذي يجمعهم وفي مقداره خلاف قيل أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة وهو المختار وقيل هو مقدار التوسط في أعمار الزمان والمراد بقرنه صلى الله عليه وسلم أصحابه
(ثم الذين يلونهم) من وليه يليه والولي القرب والدنو والمراد منهم التابعون والمراد من الموصول الذي بعده أتباع التابعين
-[فقه الحديث]-
يقتضي هذا الحديث أن الصحابة أفضل من التابعين وأن التابعين أفضل من أتباع التابعين ولكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أم إلى الأفراد محل بحث ذهب الجمهور إلى الثاني وقال ابن عبد البر بالأول وظاهر قوله تسبق شهادته يمينه ويمينه شهادته يلزمه الدور إذ الشهادة ستكون سابقة ومسبوقة ولذا حمل على حالين لا على حالة واحدة أي تسبق شهادة أحدهم يمينه أحيانا وتسبق يمينه شهادته أحيانا وقال البيضاوي في توجيهه الذين يحرصون على الشهادة مشغوفون بترويجها يحلفون على ما يشهدون به فتارة يحلفون قبل أن يأتوا بالشهادة وتارة يعكسون ويحتمل أن يكون مثلا في سرعة الشهادة واليمين وحرص الرجل عليهما والتسرع فيهما حتى لا يدري بأيهما يبتدئ فكأنه يسبق أحدهما الآخر من قلة مبالاته بالدين وقد احتج به المالكية في رد شهادة من حلف معها والجمهور على أنها لا ترد وقد جاء في البخاري في آخر هذا الحديث قال الراوي وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار أي كان الآباء ينهون الأبناء عن المبادرة بالشهادة حتى لا تصير المبادرة بها عادة لهم عند الكبر ولا تنافي بين هذا النهي وبين ما جاء في مسلم ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها لأن الحديث محمول على من كانت عنده شهادة نسيها