(أعلاهن منيحة العنز) أعلاهن مبتدأ ثان و"منيحة العنز" خبره والجملة خبر "أربعون" والمنيحة على وزن عظيمة وهي في الأصل العطية من منح إذا أعطى وكذا المنحة وخصها العرف بالناقة أو الشاة تعار لينتفع بلبنها أو وبرها ثم ترد إلى صاحبها فهي كما يقول ابن بطال تمليك المنافع لا تمليك الرقاب والعنز الأنثى من المعز
(ما من عامل يعمل) ما نافية ومن زائدة وعامل مبتدأ وجملة يعمل صفة وجملة أدخله الله بها الجنة هي الخبر والضمير في بها يعود على أربعون
(رجاء ثوابها) رجاء منصوب على التعليل مفعول لأجله
(وتصديق موعودها) تصديق معطوف على رجاء فهو تعليل أيضا
-[فقه الحديث]-
حاول بعض العلماء عد الأربعين فذكروا منها تشميت العاطس والفيء على ذي الرحم وإطعام الجائع وإرواء الظمآن والسلام وإعطاء شسع النعل وإيناس الوحشان وكشف الكربة وستر المسلم والتفسح في المجالس وإدخال السرور على المسلم والدلالة على الخير والإصلاح بين الناس ورد المسكين بكلمة طيبة وأن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وغرس المسلم وزرعه والشفاعة للمسلم ورحمة عزيز ذل وغني افتقر وعالم بين الجهال والتزاور في الله قال الكرماني وهذا رجم بالغيب لاحتمال أن يكون المراد غير المذكورات من سائر أعمال الخير وقال الحافظ ابن حجر الأولى في هذا أن لا يعد لأنه صلى الله عليه وسلم أبهمه وهو عالم به وما أبهمه الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يتعلق الأمل ببيانه من غيره ولعل الحكمة في إبهامه ألا يحتقر شيء من وجوه البر وإن قل فإنه يخشى من تعيينها والترغيب فيها الزهد في غيرها من أبواب الخير وفي الحديث أن الثواب الكامل للعمل الصالح إنما يعطى لمن فعله ابتغاء وجه الله مصدقا بثوابه