(الأسودان التمر والماء) أي كان يعيشنا الأسودان وهو من باب التغليب كالقمرين للشمس والقمر إذ الماء ليس أسود وأطلقت عائشة على التمر أسود لأنه تمر المدينة
(كانت لهم منائح) جمع منيحة بفتح الميم وكسر النون وهي ناقة أو شاة تعطيها غيرك ليحتلبها ثم يردها عليك ولا يقال منيحة إلا للناقة وتستعار للشاة
-[فقه الحديث]-
ورد في بعض الروايات كان يأتي علينا الشهر وما نوقد فيه نارا وفي أخرى كان يأتي على آل محمد الشهر ما يرى في بيت من بيوته الدخان ولا منافاة بين حديثنا وبين هذه الروايات لأن ذلك يختلف باختلاف الأوقات وقد عنت عائشة بجيران الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة وعبد الله بن عمر بن حزام وأبا أيوب الأنصاري وسعد بن زرارة وغيرهم ممن كانت بيوتهم قريبة من بيوته صلى الله عليه وسلم وإن لم تكن ملاصقة ومناسبة هذا الحديث لكتاب الهبة أنه يدل على الإهداء للرسول صلى الله عليه وسلم وفي الهدية معنى الهبة كما قدمنا
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - زهد النبي صلى الله عليه وسلم
2 - وصبره على التقلل من العيش
3 - وإيثاره صلى الله عليه وسلم الآخرة على الدنيا
4 - وفيه حجة لمن آثر الفقر على الغنى
5 - وفيه مشاركة الواجد للمعدم
6 - وفيه جواز ذكر المرء ما كان فيه من الضيق بعد أن يوسع الله عليه تذكيرا بنعمة الله وليتأسى به غيره