نفسه والموصوف إلى صفته والأعم إلى الأخص كمسجد الجامع وجانب الغربي وهو عند الكوفيين جائز على ظاهره ويكتفون باختلاف الألفاظ في المغايرة وعند البصريين على تقدير محذوف أي مسجد المكان الجامع وجانب المكان الغربي وهنا يا نساء الطوائف أو الأنفس أو الجماعات المسلمات الوجه الثاني رفع نساء ورفع المسلمات على معنى النداء المفرد والمسلمات صفة مرفوعة على اللفظ الوجه الثالث رفع نساء ونصب المسلمات على أنه صفة بحسب الموضع وفي رواية يا نساء المسلمين وفي أخرى يا نساء المؤمنين
(لا تحقرن جارة لجارتها) بنون التوكيد الثقيلة وفي الكلام محذوف أي لا تحقرن جارة هدية لجارتها وفي رواية جارة لجارة بحذف الضمير
(ولو فرسن شاة) خبر لكان المحذوفة مع اسمها والتقدير ولو كان المهدى فرسن شاء والفرسن بكسر الفاء والسين بينهما راء ساكنة وحكي فتح السين وهو عظم قليل اللحم وهو للبعير موضع الحافر من الفرس ويطلق على ظلف الشاة مجازا
-[فقه الحديث]-
المقصود من الحديث الحث على الإهداء أو على قبول الهدية بنفس راضية وتأويله على الأول لا تحتقرن جارة مهدية شيئا لجارتها مهما كان حقيرا وعلى الثاني: لا تحتقرن جارة هدية مهما كانت حقيرة وحمل الحديث على ما يشمل الأمرين أولى والمراد من ذكر فرسن الشاة المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بالمهاداة به أي لا تمتنع جارة من أن تهدي لجارتها ما وجد عندها مهما كان حقيرا فالوجود خير من العدم ولا تحتقر جارة ما أهدي إليها ولو كان حقيرا فهو دليل المودة ولغير العادة خاطب الشرع النساء في حكم يشمل الرجال وذلك لأنهن اللاتي يباشرن الإهداء والقبول غالبا لمطعومات المنازل التي هي أحقر الأشياء وغيرهن يشاركهن بطريق الإلحاق والتعبير