الاختلاف وقال: "إنما هلك من قبلكم بالاختلاف، لا تختلفوا، لأن الخلاف شر كله".
-[المباحث العربية]-
(سمعت رجلا يقرأ) المسموع على الحقيقة صوت الرجل لا الرجل ولكنهم تسامحوا فأوقعوا السماع على صاحب الصوت اعتمادا على المقام وجملة "يقرأ" صفة لرجل، ولم يعرف اسم الرجل، وقيل: هو عمر.
(آية) في صحيح ابن حيان أنها من سورة الرحمن، وفي المبهمات للخطيب أنها من سورة الأحقاف.
(كلاكما محسن) إفراد الخبر باعتبار لفظ "كلا".
(لا تختلفوا) أي في القرآن.
فقه الحديث
مناسبة الحديث للباب قوله "لا تختلفوا" لأن الاختلاف الذي يورث الهلاك هو أشد الخصومة، وأشار بعضهم إلى أن المناسبة قوله "فأخذت بيده فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي توجيه "كلاكما محسن" قال بعضهم: إن إحسان الرجل راجع إلى قراءته، وإحسان ابن مسعود راجع إلى احتياطه وطلب تحريه من الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن يعارض هذا التوجيه ما ورد في صحيح ابن حبان "فأمر عليا رضي الله عنه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم، فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف". قال ابن مسعود: "فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرأه صاحبه" انتهى. فهذا يدل على أن كلا منهما محسن في القراءة، وهذا جائز، لأن كل لفظ جازت قراءته على وجهين أو أكثر لو أنكر أحد هذه الوجوه، فقد أنكر القرآن، ويجاب عنه بأن الممنوع إنكار المتواتر من وجوه القراءات. وهو الذي يؤدي إلى إنكار القرآن، وهذا لا يمنع من جواز القراءة بوجهين أو أكثر، فقد روى الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أمية منهم العجوز،