(قالوا: أعملت) الهمزة للاستفهام، وفي رواية بدونها، وهي مقدرة فيها، وقد قيل: إن هذا السؤال في القبر، ففي الكلام حذف والتقدير: فقبض فأدخل القبر فقالوا. ويحتمل أن يكون بعد البعث، والتقدير فبعث فأرسل الله له ملائكة يسألونه فقالوا.
(فتياني) بكسر الفاء جمع فتى وهو الخادم، حرا كان أو مملوكا.
(أن ينظروا) بضم الياء من الإنظار وهو الإمهال.
(ويتجاوزوا) التجاوز وهو التسامح والاقتضاء الاستيفاء.
(الموسر) اختلفوا في حده فقيل من عنده مئونته ومئونة من تلزمه نفقته وقيل: من يملك نصاب الزكاة، وقيل: من لا تحل له الزكاة، وقال الشافعي: قد يكون الشخص بالدرهم غنيا بكسبه. وقد يكون فقيرا بالألف مع ضعفه من نفسه وكثرة عياله. والمعتمد هنا في الإنظار أن الموسر والمعسر يرجعان إلى العرف.
-[فقه الحديث]-
يرغب الحديث في إنظار المعسر والتجاوز عن الموسر، وقد اختلفوا في إنظار المعسر وإبرائه أيهما أفضل؟ والراجح أن إبراءه أفضل من إنظاره، لأنه يحصل به مقصود الإنظار وزيادة ويكون ذلك مما استثنى من قاعدة كون الفرض أفضل من السنة، لأن الإنظار واجب، والإبراء مستحب، وقيل إن الإنظار أفضل، لشدة ما يقاسيه من ألم الصبر مع تشوف القلب، وهذا ليس موجودا في الإبراء الذي فيه راحة اليأس. ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم: "من أنظر معسرا كان له بكل يوم صدقة" فوزع الأجر على الأيام، وجعل لكل يوم يمر عوضا جديدا.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - أن العبد يحاسب عند موته بعض الحساب.
2 - إباحة الأكل من كسب عبده لقوله "كنت آمر فتياني".